في العام 1980م قلصت "طيران الخليج" خدماتها إلى دبي، ما جعل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يتبنى مشروع إنشاء شركة طيران خاصة بالإمارة، حيث ظهرت "طيران الإمارات" إلى الوجود العام 1985م.
ففي 25 أكتوبر 1985، قامت طيران الإمارات بتدشين أول خط جوي لها إلى خارج الإمارات بطائرتين فقط - وهما طائرتا بوينج 737 إيرباص B4 300 مستأجرتان، حيث كانت الرحلة الافتتاحية من دبي إلى "كراتشي" الباكستانية، ثم "مومباي" و"ديلهي" الهنديتين.
وكان هدف "طيران الإمارات" وقتها - كما هو الآن - يتمثل في الكيف وليس الكم، وفي السنوات التي تلت اتخاذ هذه الخطوات البسيطة في مجال السفر الإقليمي، تطورت طيران الإمارات لتصبح مجموعة شركات للسفر والسياحة لها تأثير على المستوى العالمي، إلى جانب اشتهارها عالميًا بالالتزام بأعلى معايير الجودة في جوانب قطاع الطيران كافة.
وعلى الرغم من أن طيران الإمارات مملوكة بالكامل لحكومة دبي، إلا أنها تطورت من حيث الإمكانيات والمكانة، ليس من خلال الحماية الحكومية، ولكن من خلال المنافسة مع شركات النقل العالمية الآخذة في الزيادة، والتي تستفيد من سياسة السماوات المفتوحة التي تتبناها دبي. وبعد قيامها باستثمارات مبدئية، رأت حكومة دبي أن تعامل طيران الإمارات ككيان تجاري مستقل بالكامل، وهو ما أدى إلى نجاحنا اليوم، وقد سجلت شركة الطيران أرباحاً سنوية في كل عام منذ السنة الثالثة لعملياتها.
وتمتلك "طيران الإمارات" أسطولاً يتكون من أكثر من 200 طائرة، تنطلق رحلاتنا إلى أكثر من 130 وجهة في أكثر من 60 دولة حول العالم، وتنطلق من مطار دبي وحده أكثر من 1,000 طائرة من طائرات طيران الإمارات أسبوعياً متجهة إلى وجهات مختلفة بالقارات الست. كما تستأثر رحلات طيران الإمارات بنسبة 40% تقريباً من جميع تحركات الطيران من وإلى مطار دبي الدولي.
وقد أبدت طيران الإمارات العام 2001 ثقتها الكاملة في النمو المستقبلي لصناعة الطيران، وذلك بإعلانها عن طلب شراء هو الأكبر من نوعه في تاريخ الطيران قدرت قيمته بنحو 15 مليار دولار أمريكي، لتعلن في العام 2005، عن تقدمها بطلب هو الأكبر من نوعه على الإطلاق لشراء 42 طائرة من طراز بوينج 777 في صفقة قدرت قيمتها بحوالي 35.7 مليار درهم إمارتي (أي 9.7 مليار دولار)، لتتبعه في معرض فارن برو للطيران، الذي أقيم عام 2006، بالتوقيع على عقد ابتدائي لشراء 10 طائرات جديدة من طراز بوينج 747-8F بقيمة 3.3 مليار دولار أمريكي، ثم تعلن في معرض دبي للطيران، الذي أقيم في نوفمبر 2007، عن طلبية طائرة ركاب مدنية تاريخية عندما وقعت على عقود لشراء 120 طائرة من طراز إيرباص 350 و11 طائرة A380 و12 طائرة من طراز بوينج 777-300ERs تقدر بـ 34.9 مليار دولار أمريكي، حيث ستتسلم الدفعة الأولى من الطائرة A350 العام 2015. وخلال العام 2010، أعلنت "طيران الإمارات" في معرض برلين الجوي عن طلبيتها لـ 32 طائرة إضافية من فئة A380، لتتبعها في معرض "فارن برو" الجوي بطلبية 30 طائرة إضافية من فئة بوينج 777-300ERs، وذلك بقيمة إجمالية تقدر بـ 13.4 مليار دولار، لتصبح "طيران الإمارات" أكبر مشغل في العالم للطائرات من فئة A380 وبوينج 777.
ويصل عدد طلبات الطائرات لدى "طيران الإمارات" حالياً إلى أكثر من 230 طائرة، وهو ما يصل إجمالي قيمته إلى 84 مليار دولار أمريكي تقريباً بحلول شهر نوفمبر 2013. كما أن الشركة، التي قامت في السنة المالية 2010/2011، بنقل 31.4 مليون مسافر و1.8 مليون طن من الشحنات، تسعي إلى زيادة عدد طائرات أسطولها بحلول العام 2030 إلى 400 طائرة، ورفع عدد وجهاتها المقدر حالياً بـ 119 محطة.
